واتفق أنّ مهذّب الدولة تنكّر على أبي على ابن إسماعيل بسبب تمور كانت لابن الحداد صاحبه فاستقصى أبو على في استقضاء ضريبتها بواسط فأطلق مهذّب الدولة لسانه فيه، ومهذّب الدولة يومئذ بحيث يحتاج إليه الملك ومن دونه. وأخرج إليه أبو سعد الحسن بن عبد الله الفيروزآباذي وأمر بمناظرة الديلم على النزول عن الفائت جميعه أو معظمه. ووقع الشروع في إصلاح ما بين الديلم والأتراك فيسّر الله إتمامه وأخذت العهود على الطائفتين فتصالحوا وتواهبوا وتهذّبت الأمور وجرت على الإرادة وكان ذلك من أقوى دلائل الإقبال والسعادة. وكان لعلي بن كامة أولاد فلم يتمّ لهم الأمر مع فخر الدولة. وورد شرف الدولة مدينة السلام فكاتب سعدا بإقراره على الأمر تأنيسا له وكان من عزمه أن يضربه بأبي على التميمي بوعد سبق من شرف الدولة إليه فمات أبو على وبطل ذلك. ولكن الخانم ما كانت لتبدي مثل هذا التسامح العجيب لولا الإشاعة بأن الشاه ينوي زيارة بيت الميرزا أحمق؛ وبما أن الشاه يحظى بحق الدخول إلى بيوت حريم رعاياه لو شاء وأن ينظر إلى نسائهم بلا حجاب، أرادت امرأة الميرزا أن تستعرض الجواري والخادمات وتحب أن يكون الاستعراض فخماً، ولهذا سمحت لزينب بالخروج من الحجرة التي كانت محبوسة فيها لتخدمها، ثم تعيدها إليها عندما لا تحتاج إلى خدماتها.
والوجه أن نستدعى الأكراد ونتوثق منهم ونسير معهم. وانتهى الأمر بأن اقتادونا من الخيمة بصحبة النائب الذي أمر بحبسنا حتى إحضار أعيان القرية للتحقيق معهم ومعنا في مجريات الأحداث. قطعنا غصنين متفرعين من الغابة وغرزناهما في الأرض، وعلقنا النعجة على غصن مستقيم ثبتناه بالعرض على الغصنين المغروزين وأضرمنا النار تحتها، وبقي أحد الرجال مناوباً ليفتلها حتى تستوي. ثم يمزج العصيرين معًا في وعاء، ويضاف إليهما قليل من السكر حسب الذوق. ثم أظهر وفاة عضد الدولة وجلس للعزاء وأخذ البيعة على أوليائه وأطلق لهم ما جرت به العادة من العطاء. ولم يعرف لصمصا
